الصفحات

الاثنين، 31 ديسمبر 2018

عرض كتاب تحديات الامن القومي السوداني بعد الحرب الباردة

يقع هذا الكتاب في ثلاثمائة وأربع وأربعون صفحة نشر في العام  2013 ،فهو كتاب ذو فائدة علمية ،يعتبر إضافة حقيقية للمكتبة الوطنية السودانية ، وقد اخترت تلخيصه وعرضه لعدة اعتبارات : موضوع الكتاب ، وما اشتمل من عناصر حيوية ، إضافة إلي أنني  لم أجد كتابا افرد لدراسة الأمن القومي السوداني بالرغم من أهمية الموضوع 
مما يزيد الكتاب أهمية انه من تأليف احد الباحثين في الدراسات الإستراتيجية والأمنية وله تجربة عملية في هذا المجال ،وزميل أكاديمية الأمن  العليا ،وحصل علي درجة الماجستير في العلوم الإستراتيجية والأمنية ،ودكتوراه في التخطيط الاستراتيجي القومي  ،وقدم عددا من الدورات التدريبية في هذا المجال .
امتاز كتاب المؤلف د. عادل حسن محمد احمد بأسلوب أكاديمي رصين ،ومتسلسل في ا فكاره ،ومتنوع في الموضوعات المطروحة ،ويقدم ملاحظته بكل وضوح .الكتاب في مجموعه حسب رؤية الباحث انه جاء شاملا لموضوعه ، معالجا لقضايا مصيرية للدولة السودانية . اتبع فيه المؤلف أسلوب المزاوجة بين المنهج التاريخي ، والمنهج التحليلي الوصفي يري الباحث ضرورة إتباع مثل هذا المنهج العلمي لدراسة موضوع الكتاب .
تناول المؤلف في الفصل الأول مفهوم الأمن القومي واختار التعريف الآتي كمدخل لصلب الموضوع الأمن القومي هو (الإجراءات التأمينية التي تتخذ لحفظ أسرا ر الدولة وتامين إفرادها ومنشئاتها الحيوية ، والقيمة ومصالحها القومية من الأخطار والمهددات الداخلية والخارجية ) في رأي الباحث إن هذا التعريف يمثل الرؤية الشاملة في دراسة الأمن القومي ، بعد إن كان محصورا في إطار ضيق لايتعدي المفهوم العسكري للأمن . وهو يشتمل علي كافة القضايا المتعلقة بأمن الدولة بدءا  بأمن الأفراد ،وحاجات الإنسان الملحة انتهاء بقضايا الدولة ألكبري داخليا وخارجيا . وركز المؤلف علي مفاهيم ونظريات الصراع ، تناول في السياق نظرية بن خلدون التي تلخص في أسباب الصراع بين أهل البادية وأهل الحضر ، ويربط دائما هذه المسألة بالصراع بين السلطة السياسية والسلطة العسكرية ، بينما تلخص كارل ماركس إن الصراع منحصر بين الطبقات ، ومكونات المجتمع ، أما لويس كوسر يري أسباب الصراع بين الجماعات الصغيرة .
يري الباحث ان كل نظرية من هذه النظريات تفسر جانبا من حقيقة الصراع في السياقات التاريخية التي مربها أصحابها .
المؤلف يري إن ظاهرة الأمن القومي يعود إلي بدايات الحياة الإنسانية ، وتطور بتطور المجتمعات ، ليشمل جميع مناحي الحياة ، واستخلص في نهاية المطاف إن مفهوم الأمن القومي ينقصه الاتفاق علي تحديد مساره ، ومعالمه وتتجاذبه جلية القومي والوطني ، إلا انه ذهب إلي استخدام مفهوم الأمن القومي مرادفا لمفهوم الأمن الوطني . يري الباحث أن المؤلف وفق كثيرا باختيار التعريف الأمن القومي لذلك كانت مادة الكتاب جامعا لجميع موضوعات الأمن القومي ، وقد وافقه الكتور ميلودعامرحاج في كتابه الأمن القومي العربي وتحدياته المستقبلية ، كان من الضروري ايراد بعض المفاهيم التي لها علاقة بالأمن القومي مثل الأمن الجماعي ،الذي ظهر كأداة لحفظ الأمن ، بعد الحرب العالمية الأولي عبر منظمة عصبة الأمم ، والأمن الإنساني ، ونزع السلاح ، كما أشار إلي البعد الاستراتيجي للأمن القومي السوداني وتحدياته الداخلية كمشكلة الأقليات ، والخارجية كالتدخلات العسكرية .
في الفصل الثاني اهتم المؤلف بدراسة تحديات الأمن القومي السوداني في سياقه المحلي والإقليمي والدولي أعقاب الحرب ا الباردة ، وشمل الفصل علي موضوعات حيوية في نظر الباحث لأنها تمثل العمود الفقري للدولة مثل الامتيازات الاقتصادية لدولة السودان ، وامتلاك الموارد والأراضي الخصبة ، والنفط فهذه الأدوات الاقتصادية تجعل من السودان دولة قوية من بين دول القارة ، والوضع السياسي كان الهم الأبرز من عدة أزمات تعاني منها السودان . يري المؤلف الوضع السياسي بالسودان اتسم بعدم الاستقرار ، والصراعات والازدواجية خاصة العروبة والافرقة . في تقديري هذا الوصف لازم السودان منذ فجر الاستلال وما زال مستمرا إلي هذه اللحظة ، وهذا الوضع يؤثر في الأمن القومي السوداني ويعتبر مهدد خطير ، كما يساهم قضايا الحدود ، واتساع رقعة السودان بإحداث شرخ خطير في الأمن القومي السوداني ويفرز قضايا اللاجئين والنزوح المستمر عبر دول الجوار وآثارها الاقتصادية والاجتماعية ، والتهريب سواء للبشر أو للبضائع ، إضافة إلي البيئة الإقليمية والنظام الدولي ، والإرهاب. لخص المؤلف هذا الفصل مهددات الأمن القومي السوداني في مشكلة الهوية ، التي صاحبت تشكيل الدولة السودانية الحديثة ، ومشكلتي دارفور وجنوب السودان ، والخصائص الجيوبلتكية للسودان وتحريك أطماع الدول ألكبري ، والنزاع علي الحدود الجغرافية .
في الفصل الأخير بين المؤلف إستراتيجية الأمن القومي السوداني ويري إنها تجمع بين القوة المطلقة ، وبين الأخذ بالأسباب في عالم المشاهدة ، فهنا يربط المؤلف بين إستراتيجية الأمن القومي السوداني بالأمن الجماعي ، والأمن الوطني ، والأمن الإنساني .
يري الباحث أن المؤلف قد أجاد في صياغة الفصل الأخير حيث بني علي ما سبق من تعريف للأمن القومي حيث عالج موضوع الدراسة بمفهوم شامل . لابد من الإشارة إلي اهتمام المؤلف بالقوة الإستراتيجية الشاملة للدولة سياسيا واقتصاديا، واجتماعيا وثقافيا مع اعتبار الفرص ونقاط القوة من جانب ، ومن جانب آخر تحديد نقاط الضعف والتهديدات علي المستوي الداخلي والخارجي.

النور موسي احمد           الدراسات الإستراتيجية ( الأمن القومي)

الثلاثاء، 20 مارس 2018

شبهات حول أبي هريرة رضي الله عنه وردها


كثرة مروياته رضي الله عنه
محمد موسى قريعي 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه ومن والاه وسار على دربه إلى يوم الجمع والدين.
لما كان أبو هريرة من المكثرين من الرواية عن النبي صلي الله عليه وسلم ،تناولته ألسنة أهل البهتان والكذب وكذلك الأقلام المأجورة بالطعن فيه والتشكيك في مروياته ويقصدون بذلك الطعن في السنة وهدمها، فقالوا لا وفقهم الله متسائلين :
كيف يمكن  لأبي هريرة أن يعرف خمسة ألف حديث لا يعرفها بقية الصحابة وكيف استطاع أبوهريرة أن ينفرد برسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يسمع منه هذه الأحاديث الضخمة فأين بقية الصحابة.
فكانت هذه الورقة لتجيب على هذا السؤال.
مناقشة هادئة
من يقول بهذه الشبهة إما أن يكون له مقصد سيء أي أنه تعمد الكذب أو أنه جاهل لا يدري ما يقول وليست له خبرة بفن السنة ولا بعلومها.
الصحيح أن أبا هريرة رضي الله عنه لم ينفرد إلا بعدد قليل جداً من الأحاديث التي لا تبلغ العشرات .
·       لعلي ابسط دراسة حديثة قام بها الدكتور محمد عبده يماني ومعه فريق من المتخصصين بعلوم السنة وبالحاسب الآلي فقد بينت هذه الدراسة رقميا اشتراك مرويات أبي هريرة مع رويات غيره من الصحابة.وأنه لم ينفرد بأكثرها كما هو شائع وحتى يتبين لك الأمر  هاك جزء من مقال كتبه د.محمد عبده يماني مفصلاً فيه نتائج هذه الدراسة وستعقد جبين الدهشة لما وصلت له هذه الدراسة من نتائج وقد سمى المقال )أبوهريرة: أمانة الرواية وصدقها( وقد نشر في جريدة الشرق الأوسط.
·       يقول الدكتور )أنه عندما أدخلت هذه الأحاديث المروية في كتب الحديث الستة وجدنا أن أحاديث أبي هريرة بلغت ٥٣٧٤ حديثاً  ، ثم وجدنا بعد الدراسة بواسطة الكمبيوتر ، إن المكرر منها هو ٤٠٧٤ حديثاً وعلى هذا يبقى العدد الغير مكرر ١٣٠٠ حديثاً، وهذا العدد تتبعناه فوجدنا إن العديد من الصحابة قد رووا نفس هذه الأحاديث من غير طريق أبي هريرة ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وبعد أن قمنا بحذف الأحاديث التي رويت من غير طريق أبي هريرة في كتب الصحاح الستة وجدنا أن ما انفرد به أبوهريرة ولم يروه أي صحابي آخر هو اقل من عشرة أحاديث.
ومن هذا يظهر أمانته وصدقه في رواية الحديث الشريف  ، ويبرئ ذمته رضي الله عنه مما اتهم به ، وقد ساهم في هذه الدراسة رجال خدموا سيرة أبي هريرة ومنهم محمد ضياء الدين الاعظمي الذي قام بعمل دراسات دقيقة وبذل جهودا تستحق التقدير وقد ساعدني في هذا الموضوع.
ثم شاء الله تعالى أن نطور العمل في أحاديث أبي هريرة فانتقلنا من الكتب الستة إلى الكتب التسعة وقد لاحظنا أن الأحاديث من الكتب التسعة المنسوبة إلى أبي هريرة هي ٨٩٦٠ حديثاً ، منها ٨٥١٠ بسند متصل ٤٥٠حديثا بسند منقطع وبعد التدقيق انتهينا إلي أن الأحاديث التي رواها أبوهريرة في كل هذه الكتب التسعة ، بعد حذف المكرر هي ١٤٧٥ حديثاً  ، وقد اشترك في روايتها معه عدد من الصحابة
وعندما حذفت الأحاديث التي رويت عن طريق صحابة آخرين وصلنا إلى حقيقة مهمة، وهي أن ما انفرد به أبوهريرة  مع المكررات في كتب الحديث التسعة هي ٢٥٣ حديثاً ، ثم إن الأحاديث التي انفرد بها أبو هريرة بدون تكرار ولم يروها أحد غيره في الكتب التسعة هي ٤٢ حديثاً، ومازلنا تواصل البحث، لكن هذه الأمور وهذه الحقائق أزالت كل الشبه والتهم العقيمة والمغرضة التي كانت تلصق بابي هريرة ويتهمونه فيها بالإكثار ويقولون عنه رضي الله عنه أنه روى ٨٠٠٠ حديثاً بمفرده وبعضهم يقول أنه روى ٥٠٠٠ حديثاً بمفرده هكذا دون روية أو تدقيق أو تمحيص)*
انتهى كلامه رحمه الله تعالى والجدير بالذكر أن للدكتور كتاب يسمى (أبو هريرة الصحابي الجليل) أظنه يكون مفيدا ولقد بحثت عنه كثير لكني لم أوفق في إيجاده.
فمما سبق يتبين لنا حجم المبالغة في الكذب والتلفيق والشبه عن أبي هريرة رضي الله عنه لكن قيض الله تعالى الكثير من العلماء فبينوا وردوا على هذه الشبهات والأباطيل فجزاهم الله خيراً.












 / د. محمد عبدة يماني ، أبوهريرة : أمانة الرواية وصدقها ، جريدة الشرق الأوسط ، *