الصفحات

الخميس، 14 مايو 2020

الاسلام في زمن الكورونا


ظل الاسلام موضع جدل كبير في الاوساط الغربية ، خاصة بين المفكرين ، لأنهم رأوا فيه مصدر تهديد للقيم الغربية خاصة ان الاسلام قد انتشر سريعا في اهم الشرائح والفئات العمرية ، كما اشار صمويل هنتغتون في اطروحته صدام الحضارات اكد في هذا الكتاب ، نسبة الزيادة المطردة لمعتنقي الاسلام  في الغرب كما وجد ان الديانة التي حظيت باهتمامات الشباب من حيث الاعتناق والقبول من بين الديانات السماوية الاخري هي الديانة الاسلامية .
اتخذ الرؤساء الامريكيين التخويف من الاسلام ورقة رابحة في الدعاية الانتخابيةعقب الحادي عشر من سبتمبر حيث استخدم الرئيس الامريكي جورج بوش الابن كلمات مستوحاة من القاموس الديني وقد اطلق علي حملته ضد طالبان الحرب الصليبية ووصفه المسلمين بالارهابيين . ويرجع تأريخ عداء الغرب للدين عقب سقوط الملكيات المطلقة ، وسقوط الكنيسة ورجال الدين .
في تلك الاجواء برزت المفاهيم التحررية ، والتصورات الليبرالية وقيم الحداثة التي تتطلع في حجز مكان لها علي انقاض المورث الديني البالي . ثم تطورت تلك المفاهيم ، وتمركزت حول الانسان بدل الالــه ، والمادية مقابل الغيبيات وكانت النتيجة بداية صعود موجات الالحاد ، وظاهرة نقد الدين . وتجريم الاسلام والصاقه بالتهم الزائفة مما عزف الاجيال الغربية عن التعرف علي الاسلام والاطلاع علي تعاليمه وتشريعاته . غاية ما يعرفه الغربي عن الاسلام انه دين يدعو الي الوحشية ، ولايعدو المسلم في نظره انه متخلف وارهابي وهكذا جعلوا ستارا من الغشاوة حال دون رؤيتهم الحقائق ، وسياجا من الخوف حتي تملكه الاسلام فوبيا في السلوك والتصرفات فغابت عند هذه الشريحة من الغربيين قيم الحوار والتسامح ، للاسف لقد طبق الليبراليون العرب تجربة الغرب في التعامل مع الاديان   نسخة بالكربون مع الاسلام دون مراعاة لتغاير البيئات ، وخصوصيات المجتمعات ، فضلا عن الدين الاسلامي الذي يتميز بشمول التشريعات ، وحفظ نصوصه من العبثية ، وسلامة المعتقد من التحريف الذي طال كثير من الديانات الاخري .
من ابرز محطات عداء الغرب للاسلام محطة مابعد الحرب الباردة حيث تخلص الغرب من العدو اللدود المتمثل في الاتحاد السوفيتي ، حيث وجد الغرب في الاسلام عدوه الجديد. والمحطة الثانية عقب الحادي عشر من سبتمبر.
هناك الكثير من البشريات لاحت في الافق باعتناق اعداد كبيرة من الغربيين الاسلام عندما رأو في الاسلام الدين المنقذ ، وسقوط افتراءات الغرب حول الاسلام والمسلمين .
يعتقد المسلمون انه ليس هناك شر مطلق . ربما ياتي المنح في طيات المحن . وتلوح اشراقات الامل في وسط الظلام .في وقت سابق هاجم الغرب المسلمين بكل ضراوة تحت لافتة محاربة الارهاب ؛ فانكب كثير من المثقفين والباحثين عن الحقيقة علي المراجع الاسلامية ، والتأريخ الاسلامي وقاد ذلك الي اسلام كثير منهم ، والبعض رفع القبعة احتراما للاسلام والتزم موقف الحياد.
مؤخرا عند اجتياج جائحة كورونا للعالم ، واصاب الالآف في قارات العالم المختلفة .اعلن دول عظمي عن عجزها السيطرة علي الفيروس المستجد وتطلب تدخل الرب لانقاذ العالم ، وبدأ البحث عن دور الاديان في مكافحة الفيروس بهذا الخصوص اورد المجلة الامريكية نيوزويك تقريرا بعنوان هل يمكن لقوة الصلاة وحدها ايقاف وباء مثل كرونا؟حتي الرسول محمد كان له رأي آخر هنا يشير المقال الي ضرورة العمل بالاسباب الكونية ، والشرعية في مواجهة الجائحة وهو الامر الاذي لم تألفه الغرب منذ امد بعيد تابع اضاف المقال ان النبي محمد صلي الله عيه وسلم قد نبه الي الالتزام بالحجر والمحافظة علي النظافة قبل اكثر من 1300عام ، واوردت المجلة الكثير من احاديث الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم الآمرة بالنظافة كحديث ابي هريرة في الصحيحين عن النبي صلي الله عليه وسلم ( اذا استيقظ احدكم من نومه فلايقمس يده في الاناء حتي يغسلها ثلاثا)
واورد احاديث الطاعون التي تأمر بالحجر والعزلة ، قابل جماهير القراء هذا التقرير بالاستحسان مما اشعل الوسائط الاجتماعية . ورأي كثير من غير المسلمين ان الاسلام دين يستحق الاحترام ويقدم حلولا ورؤي في القضايا المعاصرة عكس الاديان الاخري التي ليس لديها اراء واضحة حيال جائحة كورونا . شاهدت كغيري من المتابعين التعاطف الغير المسبوق للانسان المسلم في البلدان الغير اسلامية ، والسماح لهم اثناء جائحة كورونا بالازان جهرا.
هذا المصارع النمساوي يعلن اسلامه وسط انشغال العالم بفيروس كورونا حيث صرح فيلهلم اوت ان جائحة كورونا مكنه من التعرف علي الاسلام بعد عزلته في الحجر الصحي وقارن بين حياته قبل الاسلام وبعده . قبل الاسلام كان مسرفا بالكحول ويعاني من الارق ، والآم في الظهر ، ويتحدث عن حياته بعد الاسلام يقول انه يشعر بالراحة ، وعلم عن مغزي الحياة ، ولايعاني اية مشاكل واشار الي انه يواظب علي صلاته ويتبع طريق السلف ، واخيرا دعا المسلمين الي الرجوع الي الدين والمواظبة علي الصلاة.
الدين في المجتمعات الشرقية متجذر في وجدانهم لانه الاصل والغاية التي خلقوا من اجله قال تعالي (وما خلقت الجن والانس الاليعبدون) واخطأ من جعل الاسلام كغيره من الديانات المحرفة ، وقلد الغرب في نقد الدين والعبث بنصوص الشريعة هاهم الغربيون يلوذون بالاسلام في زمن الكورونا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق