الصفحات

الأحد، 15 نوفمبر 2020

سلام السودان تحديات وآمال

ظل الشعب السوداني يراقب عملية السلام الذي انعقدت بعاصمة جنوب السودان منذ سقوط نظام البشير وطيلة فترة الحكومة الانتقالية ، وكله آمال لما تؤول اليه نتائج ومخرجات التفاوض بين اطراف عملية السلام ، وما يترتب عليها من حل للمشكلات التي لازمت مسيرة الدولة السودانية الحديثة التي ادت الي انقسام سياسي حاد بين مكونات السياسة السودانية ، وضعف اجهزة الدولة ، بل تعدي حالة الانقسام الي المكون الاجتماعي حتي اصبحت الاحزاب السياسية تمارس العمل السياسي من خلال القبيلة والطائفة ، وظهور الفساد والمحسوبية.

لكل ما سبق اعلاه الشارع السوداني يساوره تساؤلات بالغة الاهمية مرتبطة ارتباطا مباشرا بحاجياته بعيدا عن مكاسب الاحزاب والجماعات التي صنعت السلام والتي تتطلع لشغل مناصب دستوريه والحصول علي امتيازات ، ماهي مكاسب المواطن السوداني البسيط من هذه الاتفاقية ؟ وماهي الفرص الحقيقية لدعم الولايات المتأثرة بالحرب وهل هناك رؤية تفصيلية لرتق النسيج الاجتماعي وتماسكه؟ وماذا عن الوضع المعيشي المتردي هل مسودة سلام جوبا خاطبت سبل توفيرالخبز والبنزين وتوفير السلع الاستراتيجية ودعمها؟

بطبيعة الحال التحديات التي نناقشها ليست التحديات التي يطرحها السياسيون عقب اتفاقات السلام السابقة والمتضمنة لكيفية انزال بنود الاتفاق المرتبطة بتقسيم السلطة والثروة والترتيبات الامنية بل التحديات اكبر من ذلك بكثير لان هذا الاتفاق يأتي في سياق مختلف تماما حيث شهد البلاد تغييرا واسعا بازاحة نظام حكم السودان ثلاثة عقود من الزمان ، وكان خصما شرسا لموقعي اتفاقية جوبا ، اضافة الي ان الحكومة المقبلة تنتظرها الكثير من الملفات الساخنة التي تحتاج الي معالجات جوهرية واعتبرها مقياسا لنجاح اوفشل السلام الحالي ياتي في مقدمتها الملف المناطقي او المسارات خاصة دارفوروملف اللاجئين والمصالحة الوطنية بينما يعاني اقليم شرق السودان من ويلات الحرب بين اكثر من قبيلة وراحت ضحيتها انفس بريئة من مواطني المنطقة ،ويضاف اليهاان مسارالشرق ليس عليه اجماع من اهل المنطقة المنقسم اصلا. من التحديات معالجة ملف الهوية الوطنية وعلاقة الدين بالدولة وفي تقديري فشل اطراف التفاوض في هذا الملف حيث لم تعالج بالصورة المطلوبة وتم تغليب مزاج الاقلية العلمانية علي حساب الاغلبية المطلقة من الشعب السوداني ولم يحدث امر كهذا في اعرق  الديمقراطيات .

يبقي امر نجاح تطبيق عملية السلام في الواقع السوداني رهين معالجة هذه الملفات وتمثيل الشعب السوداني عبرالحكومة الانتقالية بكفاءة ومهنية عالية بعيدا عن مسسبات الازمة الراهنة وتجنب اخطاء الحرية والتغييرفي الفترة الماضية .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق