الصفحات

الاثنين، 23 مايو 2011

لا للعودة الي الحرب

باعلان القيادة السياسية في البلاد بخصوص منطقة ابيي انها دارحرب بعد عملية الهجوم التي تعرض لها القوات المسلحة من قبل قوات الجيش الشعبي ،والمعارك التي دارت هناك ،عمليا لقد دخلت الدولة مرحلة المواجهة العسكرية مع جارتها الوليدة في جنوب البلاد ،لتعيد الي ذاكرة الايام  احداث ماقبل الاستقلال في العام 1955وماصاحبها من احداث كان لها الاثرالكبير في توجيه وصناعة الاحداث السياسية ،ونوع العلاقة بين الشمال والجنوب .
علي مدي التاريخ السياسي للسودان (الفترة من الاستقلال الي يومنا هذا)كانت  الحرب سيدة الموقف  نتيجة لذلك شرد الاف الابرياء من المواطنين،وقتل الالاف من شباب الوطن،ودمر البنية التحتية،وتاخرت البلاد عن ركب التنمية،واصبحت الدولة فاشلة معرضة للتدخلات الدولية،والعزلة الاقليمية،ثم لاح  بارقة امل تمثل في ( اتفاقية السلام الشاملة) لقد املنا فيها كثيرا باعتبارها فرصة لتحقيق سلام يرضي الجميع ،ويضع حدا لنزاع طال امده .الا ان نتائج الاتفاقية ومسودتها جاءت فاترة لم تكن اطلاقا علي قدر التحدي ومستوي الموقف الوطني حيث عمد الشريكان انذاك( المؤتمرالوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان)الي تقسيم تروات البلاد،والسلطة المطلقة بينهما متجاوزين كافة القوي السياسية ،والمكونات الوطنية ،احتوت تلك المسودة الكثير من المغالطات التي تمثل بؤر صراع ،وقنابل موقوتة قد تنفجر في اي لحظة من الزمان من اهما:
1/ترسيم الحدود لمنطقة ابيي
2/تقاسم ايرادات النفط
3/تقرير المصير
وهانحن الان امام واقع قد فرض علينا عنوة وكل الاحتمالات  مفتوحة لاعادة الوضع الي المربع الاول .ان شعب السودان قد مل ثقافة الحروب .لانه لم يستفد منها شيئا غيرالدمار والفشل ،ومايدور الان من مناوشات ليس لشعب السودان فيه ناقة ولاجمل ،وانما صراع المصالح والهوي بين شريكي الحكم سابقا ،وتصفية حسابات قديمة ،لذاك رسالتنا الي صناع القرار من الجانبين ان قرار الحرب  لايتخذ بهذه البساطة ،ون هذا التوقيت ليس التوقيت المناسب  لان الوضع تغير عما كان عليه من قبل وظهرت قوي جديدة في الخارطة السياسية تلعب ادوار مهمة في صناعة الحدث  مثل حركات دارفور في الشمال واحزاب الجنوب ،في السابق هناك شبه اجماع علي البرنامج الوطني في الجنوب العمل علي الانفصال بقوة السلاح اما الان انقسم شعب الجنوب الي كيانات قبلية سياسية ،وهكذا الوضع في الشمال .
في السابق يقاتل النظام في الشمال في جبهة واحدة اما الان هناك اكثر من جبهة  وكذلك الحال في الجنوب ،هذا اضافة الي تدخلات الاجنبية،ورياح التغيير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق