الصفحات

الأربعاء، 15 يونيو 2022

حوار الآلية الثلاثية التحديات وفرص النجاح


 

منذ سقوط نظام البشير ودخول البلاد المرحلة الانتقالية بشراكة العسكر مع قوي إعلان الحرية والتغيير لم يتوصل المكونات السياسية ، وأطراف اتفاقية السلام إلي حل يخرج البلاد من حالة الانقسام  السياسي ، ورفع المعاناة عن كاحل الشعب السوداني البطل إلي وضع يتيح للمواطن العيش بسلام في وطنه ، لعل ابرز أسباب استمرار الأزمة مع وجود حكومة الثورة يتلخص في الآتي :

1/ عدم إدراك حكومة حمدوك بطبيعة التحديات التي تواجه نظام الحكم في السودان .

2/ انفراد الحرية والتغيير بالقرار السياسي وتهميش قوي الثورة الاخري مما ؛ احدث ردات فعل قوية من بعضها إلي درجة الوقوف بجانب العسكر ضد الحاضنة السياسية .

3/ الاختيارات الخاطئة للوزراء وتجاوز الوثيقة الدستورية اضعف كثيرا من أداء حكومة الثورة  وساهم في تشكيل وضع متأزم انهي الشراكة بين المكون العسكري والحاضنة السياسية بما عرف بانقلاب 25 أكتوبر .

4/ انعدام الثقة بين المكون العسكري وشريكتها قحت من جهة ، وبين قحت مع باقي القوي السياسية.

شهدت الساحة السياسية الكثير من المبادرات والرؤى من مختلف الاتجاهات بغية الوصول إلي حل مرض للجميع واستئناف حياة سياسية جديدة ينعم فيها الجميع بفرص متكافئة ، وتحقيق السلام الشامل كان مصير كل هذه المبادرات الفشل بما فيها مبادرة السيد رئيس الوزراء الطريق إلي الأمام.

آخر هذه المبادرات تلك التي دعت  إليها الآلية الثلاثية المتمثلة في بعثة الأمم المتحدة ، والاتحاد الإفريقي ، والإيقاد وقد انعقدت جلستها اليتيمة في يوم الأربعاء الموافق 8/6/2022بفندق السلام روتانا وتباينت مواقف القوي السياسية تجاه حوار الآلية الثلاثية ما بين مرحب بها ورافض مما أدي إلي تعليق جلسات الحوار إلي اجل غير مسمي ويرجع كثير من الخبراء والمتابعين تعليق جلسات الحوار إلي انخراط المكون العسكري مع الحرية والتغيير المركزي في المبادرة التي دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية ، ووصفت هذه الوساطة بالغموض حيث لم يصرح أيا من الأطراف بنتائج اللقاء سوي كلمات من الحرية والتغيير لاتعبرعن جوهر ونتائج اللقاء.

عند الحديث عن حوار الآلية الثلاثية وموقف القوي السياسية منها هناك عدة قوي تصدرت المشهد السياسي سلبا وإيجابا بما يتعلق بالتعاطي مع  جهود الآلية :

أولا / المشاركون :

وهم مجموعة من الأحزاب يضمها الشق الثاني من الحرية والتغيير والتي عرفت بالتوافق الوطني والجبهة الثورية جناح جبريل ، ومجموعة مناوي ، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ، والمؤتمر الشعبي . في تلك الجلسة قال : المبعوث الاممي إن الحوار يعمل علي يعمل علي ترتيبات دستور البلاد واختيار رئيس الوزراء ، والانتخابات بينما دعا المبعوث الإفريقي إلي ضرورة مشاركة كافة القوي السياسية في الحوار ولايمكن نجاح عمل الآلية إلا بالتحاق القوي المقاطعة للحوار. لكن مع التئام  مجموعة المركزي والمكون العسكري في لقاء وصف بغير الرسمي تم تعليق الحوار المباشر الذي يشرف عليه الآلية الثلاثية إلي اجل غير مسمي بحجة المزيد من المشاورات .

لاقت هذا الإجراء بخصوص تعليق الحوار استنكارا واسعا من قبل المشاركين وحذروا أن يكون اللقاء بديلا عن عمل الآلية .

ثانيا / المقاطعون

وابرز المقاطعين الحرية والتغيير المجلس المركزي ، والحزب الشيوعي ، وتجمع المهنيين ، ولجان المقاومة ، والحرية والتغيير القوي الوطنية ، وحزب الأمة جناح مبارك الفاضل ، إلا أن مواقف هذه القوي متباينة فيما يتعلق بالجلوس مع المكون العسكري فالحزب الشيوعي ، وتجمع المهنيين ، ولجان المقاومة ثلاثتهم يرفضون مبدأ الجلوس مع العسكر ويتمسكون بلاءات الشارع لا تفاوض ، لا شراكة ، لا مساومة ويرون ضرورة إسقاط الانقلاب وتصفية الوجود العسكري من الحياة السياسية ومحاسبة القتلة ، بينما الحري والتغيير المركزي لايمانعون الجلوس مع العسكر من اجل الوصول إلي إقامة السلطة المدنية وإنهاء انقلاب 25اكتوبرلذلك وافقت بالجلوس مع العسكر عبر المبادرة الأمريكية السعودية .

في ظل هذا الانقسام بين القوي السياسية ، والانسداد السياسي ، والأزمة التي تمر بها البلاد هل هناك فرصة تضمن لعمل الآلية بالنجاح ؟ وماهي ابرز التحديات والعقبات التي تعترض عمل الآلية ؟

التحديات

من التحديات التي تضف فرص نجاح الحوار المباشر ، حالة الانقسام بين القوي السياسية وعدم التوافق فيما بينها ، إضافة إلي أن هناك جهات عديدة لم تتم دعوتها إلي الحوار المباشر مما يدفعها إلي مناهضة نتائج الحوار وعدم الاعتراف بها .واقوي التحديات تأثيرا هي مبادرة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية حيث يتوقع بعض المراقبين هذه الأخيرة يرجي منها أكثر من  مبادرة الآلية لأنها تمتلك من وسائل الضغط مالا يتوفر للآلية الثلاثية يقال أن الولايات المتحدة قد رفعت في وجه الطرفين العصا ولوحت إلي عقوبات وشيكة تطال السودان حال لم يتوصل المكون العسكري مع القوي السياسية لذلك نتوقع ضعف أداء عمل الآلية ربما يتم إدخال بعض التعديلات ليتوافق مع الطرح السعودي الأمريكي بناءا علي هذا التحليل يظل أمر نجاح حوار الآلية الثلاثية مرهون بتوافق القوي السياسية جميعها وتغليب المصلحة العليا للبلاد وهذا عكس مايحدث في المشهد السياسي ويظل التحدي الأكبر موقف القوي المشاركة في الحوار المباشر من الطرح السعودي الأمريكي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق