الثلاثاء، 12 أبريل 2011

الشباب والثورة التغيير الي الاوسوء

الشباب والثوره التغيير الي الاسوء
عندما اجتاحت المنطقة العربية بثورات الشعوب استبشر الكثيرون بقدوم عهد جديد،يمثل بارقة امل قد لاح في سماء المنطقة العربية التي طالما شهدت عهود الدكتاتوريات،وانظمة الفساد وتغييب الدور الحقيقي للشعوب واضطهادها.
في بادئ الامر قد تعتبر هذه النظرة واقعية باعتبار ان هذه الثورات وموضات التغيير ضرورة قد فرضته الاوضاع التي تشهدها المنطقة مما قد تتيح للشعوب فرض ارادتها وتصورها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية ،بدءا من اختيار من يمثل الشعب عبر صناديق الاقتراع بوسائل حره ونزيهة ،وانتهاءا الي توزيع الثروة والموارد الاقتصادية ،والتنمية ،وتوفير فرص العمل لجميع افراد الشعب حسب الكفاءة العلمية والمهنية دونما تمييز علي اساس الانتماءات. لااشك في امكان تحقيق بعض هذه المطالب خاصة تغيير الانظمة السياسية الموجودة المشهود لها بالفساد ،لكن اهم ما في القضية هل يتغير فهم من ياتي لتمثيل الشعب في الحكم؟ وماهي الايدولوجية السياسية التي توحد الشعب ؟ وكيف تواجه الشعوب الثائرة التحديات الناجمه من الحراك السياسي الثوري في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية؟.
المعيار الصحيح في الحكم علي نجاح وفشل الثورات في تقديري يكون بالمحافظة علي مكتسبات الثورة والتي من اهمها الحفاظ علي النسيج الاجتماعي للشعوب ،واستيعاب كافة مكونات العملية السياسية من احزاب ، ومؤسسات المجتمع المدني ،والكيانات السياسية المستقلة، والجماعات الدينية ...الخ .ان ما نلاحظه من خلال متابعتنا لمجريات الاحداث يؤكد لنا جانب الاخفاق في هذه القضية.
يرجع ذلك الي افتقار الثوار الي رؤية سياسية واضحة لمرحلة مابعد تغيير النظام السياسي. ففي مصر بمجرد ازاحة النظام، اتضح الكثير من نقاط الضعف التي قد تنسف كل ما بناه الثوار من امجاد وتضحيات من اهمها:
التناقض والتباين بين المكونات الرئيسية للعملية الثورية في مصر حيث يتشكل الثوار من احزاب وجماعات تختلف جذريا في الافكار،والمواقف،والرؤية المستقبلية للنظام السياسي الجديد من اقصي اليمين الي اقصي اليسار
والكل يريد تطبيق النموزج الذي يراه صالحا للحكم في البلاد مما قد اثار حفيظة احزاب الاقلية وبدا الشك يساور قادة الاحزاب تجاه من كان شريكا في النضال والثورة ،واطلق البعض اصطلاح الثورة المضادة تعبيرا عن موقف الاخوان المسلمون بعد ازاحة النظام وانهم يقودون حملة للاستيلاء علي مكتسبات الثورة والوصول الي سدة الحكم
علي حساب جهود ودماء الاحزاب الاخري.
هناك مسالة اخري تتصل بما قبله وهي قضية الدولة المدنية وما يثار حولها من معارك فكرية بين الاتجاه العلماني بكافة اتجاهاته الليبرالية،والاشتركية وبين التيار السلفي الموجود في المسرح السياسي المصري بقوة هذه الايام
تمسك العلمانيون بهذا المطلب بقوة باعتبار الدولة المدنية توفر الحريات لكافة ابناء الشعب المصري ،وهي النموزج الافضل في الحكم في العصر الحديث ولانها دولة المؤسسات والتي بفضلها نهضت اروبا والعالم الغربي.
بالمقابل رفض السلفيون أي محاولة تفضي الي تعطيل الشريعة في مصر تحت أي مسمي ،واعتبروا الدعوة الي الدولة المدنية انما هي ايهام للري العام المصري ،ومحاولة لفرض نموزج علماني علي شاكلة النظام البائد الذي اكتوي الشعب المصري بنيرانه ثلاثة عقود من الزمان .
هناك طرف ثالث يري في ثورة الشباب بداية مرحلة جديدة لترتيب اوضاعه ،وتشكيل حضور فاعل في المسرح السياسي والاجتماعي في الدولة وهذا الطرف يمثل النصاري .
اما نتائج الثورة في ليبيا لا تختلف عن شقيقاتها كثيرا هناك القتل،وتدمير البنية التحتية ،وتشبث الحكام بالسلطة علي حساب دماء الشعوب.الذي يميز ليبيا عن غيرها هو تدويل القضية وتحرك الغرب عبر النيتو وهذا اخطر ما في الامر لان له تبعات امنية وسياسية تنعكس تداعياتها علي المستوي الاقليمي للقارة ،بتدخل مايعرف بالمجتمع الدولي في الشئون الداخلية للدول خاصة من جانب فرنسا صاحبة النفوذ الاكبر في القارة السوداء وللولايات المتحدة ايضا اطماعه في المنطقة .
وعليه فان جميع الثورات في المنطقة العربية فاشلة ولم تحقق أي تقدم ملموس بل زادت الامور تعقيدا والاوضاع سوءا ،وفتحت بابا للفتنه يصعب سده في المستقبل القريب ونسال الله ان يلطف بامة محمد صلي الله عليه وسلم
ويقيهم شرور انفسهم ،ويلهمهم الرشد والسداد

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا الرؤية الاستراتيجية لتناولك قضايا الشباب

    ردحذف