الثلاثاء، 20 مارس 2018

شبهات حول أبي هريرة رضي الله عنه وردها


كثرة مروياته رضي الله عنه
محمد موسى قريعي 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه ومن والاه وسار على دربه إلى يوم الجمع والدين.
لما كان أبو هريرة من المكثرين من الرواية عن النبي صلي الله عليه وسلم ،تناولته ألسنة أهل البهتان والكذب وكذلك الأقلام المأجورة بالطعن فيه والتشكيك في مروياته ويقصدون بذلك الطعن في السنة وهدمها، فقالوا لا وفقهم الله متسائلين :
كيف يمكن  لأبي هريرة أن يعرف خمسة ألف حديث لا يعرفها بقية الصحابة وكيف استطاع أبوهريرة أن ينفرد برسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يسمع منه هذه الأحاديث الضخمة فأين بقية الصحابة.
فكانت هذه الورقة لتجيب على هذا السؤال.
مناقشة هادئة
من يقول بهذه الشبهة إما أن يكون له مقصد سيء أي أنه تعمد الكذب أو أنه جاهل لا يدري ما يقول وليست له خبرة بفن السنة ولا بعلومها.
الصحيح أن أبا هريرة رضي الله عنه لم ينفرد إلا بعدد قليل جداً من الأحاديث التي لا تبلغ العشرات .
·       لعلي ابسط دراسة حديثة قام بها الدكتور محمد عبده يماني ومعه فريق من المتخصصين بعلوم السنة وبالحاسب الآلي فقد بينت هذه الدراسة رقميا اشتراك مرويات أبي هريرة مع رويات غيره من الصحابة.وأنه لم ينفرد بأكثرها كما هو شائع وحتى يتبين لك الأمر  هاك جزء من مقال كتبه د.محمد عبده يماني مفصلاً فيه نتائج هذه الدراسة وستعقد جبين الدهشة لما وصلت له هذه الدراسة من نتائج وقد سمى المقال )أبوهريرة: أمانة الرواية وصدقها( وقد نشر في جريدة الشرق الأوسط.
·       يقول الدكتور )أنه عندما أدخلت هذه الأحاديث المروية في كتب الحديث الستة وجدنا أن أحاديث أبي هريرة بلغت ٥٣٧٤ حديثاً  ، ثم وجدنا بعد الدراسة بواسطة الكمبيوتر ، إن المكرر منها هو ٤٠٧٤ حديثاً وعلى هذا يبقى العدد الغير مكرر ١٣٠٠ حديثاً، وهذا العدد تتبعناه فوجدنا إن العديد من الصحابة قد رووا نفس هذه الأحاديث من غير طريق أبي هريرة ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وبعد أن قمنا بحذف الأحاديث التي رويت من غير طريق أبي هريرة في كتب الصحاح الستة وجدنا أن ما انفرد به أبوهريرة ولم يروه أي صحابي آخر هو اقل من عشرة أحاديث.
ومن هذا يظهر أمانته وصدقه في رواية الحديث الشريف  ، ويبرئ ذمته رضي الله عنه مما اتهم به ، وقد ساهم في هذه الدراسة رجال خدموا سيرة أبي هريرة ومنهم محمد ضياء الدين الاعظمي الذي قام بعمل دراسات دقيقة وبذل جهودا تستحق التقدير وقد ساعدني في هذا الموضوع.
ثم شاء الله تعالى أن نطور العمل في أحاديث أبي هريرة فانتقلنا من الكتب الستة إلى الكتب التسعة وقد لاحظنا أن الأحاديث من الكتب التسعة المنسوبة إلى أبي هريرة هي ٨٩٦٠ حديثاً ، منها ٨٥١٠ بسند متصل ٤٥٠حديثا بسند منقطع وبعد التدقيق انتهينا إلي أن الأحاديث التي رواها أبوهريرة في كل هذه الكتب التسعة ، بعد حذف المكرر هي ١٤٧٥ حديثاً  ، وقد اشترك في روايتها معه عدد من الصحابة
وعندما حذفت الأحاديث التي رويت عن طريق صحابة آخرين وصلنا إلى حقيقة مهمة، وهي أن ما انفرد به أبوهريرة  مع المكررات في كتب الحديث التسعة هي ٢٥٣ حديثاً ، ثم إن الأحاديث التي انفرد بها أبو هريرة بدون تكرار ولم يروها أحد غيره في الكتب التسعة هي ٤٢ حديثاً، ومازلنا تواصل البحث، لكن هذه الأمور وهذه الحقائق أزالت كل الشبه والتهم العقيمة والمغرضة التي كانت تلصق بابي هريرة ويتهمونه فيها بالإكثار ويقولون عنه رضي الله عنه أنه روى ٨٠٠٠ حديثاً بمفرده وبعضهم يقول أنه روى ٥٠٠٠ حديثاً بمفرده هكذا دون روية أو تدقيق أو تمحيص)*
انتهى كلامه رحمه الله تعالى والجدير بالذكر أن للدكتور كتاب يسمى (أبو هريرة الصحابي الجليل) أظنه يكون مفيدا ولقد بحثت عنه كثير لكني لم أوفق في إيجاده.
فمما سبق يتبين لنا حجم المبالغة في الكذب والتلفيق والشبه عن أبي هريرة رضي الله عنه لكن قيض الله تعالى الكثير من العلماء فبينوا وردوا على هذه الشبهات والأباطيل فجزاهم الله خيراً.












 / د. محمد عبدة يماني ، أبوهريرة : أمانة الرواية وصدقها ، جريدة الشرق الأوسط ، *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق